أرى الأمل في عيونهم الهاربة متشبثاً بحبل ليتسلق خارجاً من بئر همومهم المختنقة بين جدران صدورهم المعبّقة بدخان النيران والطلقات الرصاصية، ليصطدم بالأمواج المنكسرة ما بين عيونهم والحياة...
يبحثون عن جواز سفر...
اسمه جواز سفر... ولسخرية القدر وتناقض المسميّات فهو وثيقة "قد" تسمح بكل شيء إلا السفر، ربّما أخطأوا في هذه التسمية، كان من الأجدر تسميته "جواز حياة"، لأن من قرر تقسيم هذه الأرض إلى حدود ... قرر معها تقسيم حق الإنسان في الحياة.
أيُعقل أن يهرب الأطفال والرجال والنساء من موطنهم إلى بلاد أخرى تفصلها حدود يحرسها من حالفهم الحظ وحصلوا على "جواز سفر" ذات "قيمة حياتية" أعلى؟
أيُعقل أن يحاول اجتياز البحار مئات الأبرياء... ويدفعوا آلاف الدولارات ليصادقوا المهرّبين آملين بأن تُفتح نافذة جديدة لهم على الحياة... ومع هذا ورغم القوارب الخائبة... يصل منهم حيّا بضعة عشرات والباقي أضحى مفقوداً أو جثثاً لا قيمة لها في الحياة... وكأنهم أرواحاً غلفتها أجسادٌ مكروهة ومنبوذة في كل بقاع الأرض الموحشة.
أحياتهم ليست جديرة وذات أهمية كبيرة بما يكفي بأن نشاركهم الحياة؟
بأصواتهم المبحوحة... غنّوا للحياة والحرية وبقلوبهم الموجوعة أحبّوا الحياة ولسوء حظهم جواز سفرهم قتلهم...

Related Quotes

- غداً يا سيدتي, تعودين إلى عالمك المزدحم. تمرحين بين المترفين, يا دُمية المترفين؟
- أنا دميتك وحدك أيها المترف المُدلل.
- هل تعرفين ما يفعل الناس بالدُمية؟
- يلعبون بها ثم يرمونها.
- ألا يزعجك هذا المصير ؟
- نحن لم نبدأ اللعب بعد, وعندما نلعب لن نكفّ أبداً.


اللعب بالقلوب, يا صديقي ناجي, عمليةٌ بالغة الخطورة, انت طبيب وتعرف ان القلوب تنزف عندما تلمسها الأصابع. مالم تكن أصابع السِير مجدي يعقوب!
غازي عبد الرحمن القصيبي
حبحديثحوار
قديما قالوا الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية ، ومع ذلك لو عاشوا معنا فى هذه الايام لعلموا ان فى بلادنا أن الاختلاف فى الراى قد يفسد للود قضية
فأنا اعرف اناس كثيرون لا يحبونني ولا يحبون رؤيتي لمجرد انني اختلفت معهم فى بعض القضايا والمسائل ؛ قد تكون المشكلة لديهم هم بأنهم لم يحسنوا الاختلاف ولم يتعلموا أدب الاختلاف ومع ذلك فأنا لأ أجد أدني مشكلة فى مصافحة بعضهم وحسن خلقى معه !
احمد يوسف
الاحسانالاختلافالحب